الندوة رقم : 6
عنوان الندوة : خارطة التنمية البشرية لمصر الإنتقالية
المكان : القاعة الزرقاء بمقر منظمة إتحاد المحامين
التاريخ : 31/5/2014م
المتحدث : الدكتور/ سعد الدين إبراهيم. أستاذ علم الإجتماع الساسي
مدير الندوة : سعد البحيري. الصحفي والكاتب
مدير الملتقى : محمد طلعت
أعد التقرير: شادي طلعت
في بداية الندوة، قال الأستاذ سعد البحيري، بعد ترحيبه بالسادة الحضور من الإصلاحيون، أن الدكتور/ سعد الدين إبراهيم، هو قامة من قامات المجتمع المدني، فهو إستاذ علم إجتماع سياسي ورئيس لمركز إبن خلدون للدراسات الديمقراطية، وسواءً إتفقنا أو إختلفنا معه فإننا جميعاً نقدر قيمة الرجل، وبداية نتوجه له بسؤال عام ليدلي لنا بدلوه حول المشهد السياسي الحالي.
كلمة الدكتور سعد الدين إبراهيم :
أتقدم بالشكر أولاً للقائمين على ملتقى الإصلاح، وأتمنى التوفيق لهذا المنبر الفكري، وبداية أريد أن أتحدث عن إنتخابات رئاسة الجمهورية لعام 2014م، والتي إتخذ فيها حمدين صباحي شعار الناصرية، وأعتقد أنه كان صادقاً فيما إدعاه، إلا أنني أعتقد أيضاً أن أحد أسباب خسارة حمدين صباحي كان شعار الناصرية الذي رفعه ! فالناصرية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين شيء ورفعها في القرن 21 شيء آخر، أما عن الحديث عن المشهد العام فإن له عدداً من الملامح.
أهم المشاهد في الساحة السياسية :
أولاً/ كان المشهد العام لإنتخابات رئاسة الجمهورية مشرفاً لأقصى درجة.
ثانياً/ كانت إدارة كلا المرشحين لحملتهما إدارة مشرفة، تتمتع بالرقي الأخلاقي.
ثالثاً/ كنا نتمنى عمل مناظرة بين كلا المرشحين، إلا أنه نظراً لتجربة المناظرة بين كل من عمرو موسى عبدالمنعم أبو الفتوح، يظهر لنا أن المناخ في مصر لن يكون مجدياً لعمل مثل تلك المناظرات.
رابعاً/ قيام الدولة بحَث المواطنين على المشاركة السياسية، فلم تعد الدولة هي السيد المنفرد بالقرار وصاحب الأمر والنهي بمعزل عن الشعب.
خامساً/ كسر جدار الخوف لدى الشعب، وإهتمام جميع فئاته بالشأن السياسي، والإستعداد العام للناس للمشاركة السياسية.
الفائز والخاسر من إنتخابات الرئاسة 2014 :
الفائز في الإنتخابات : كان الفوز حليفاً للمرأة المصرية.
الخاسر في الإنتخابات : الخاسر الأكبر من إنتخابات الرئاسة هي اللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة.
نظرة على المستقبل وتوصيات للرئيس الثامن لمصر :
بداية علينا أن نعلم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الرئيس الثامن بعد كل من : الرئيس محمد نجيب، ثم الرئيس جمال عبدالناصر، ثم الرئيس أنور السادات، ثم الرئيس صوفي أبو طالب، ثم الرئيس حسني مبارك، ثم الرئيس محمد مرسي، ثم الرئيس عدلي منصور، ثم الرئيس عبدالفتاح السيسي.
توصيات نريد أن نقدمها إلى الرئيس :
1- يجب على الرئيس السيسي، أن يعيد للدولة هيبتها، وللحكومة قُدرتها، فمصر دولة نهرية ومن يتحكم في النهر يتحكم في الدولة، وليست دولة متعددة الأنهار، لذلك فإن السلطة في مصر سلطة مركزية.
2- أن يعيد الرئيس السيسي للمجتمع تماسكه مرة أخرى.
3- أن يعيد الرئيس الإقتصاد إلى مساره التنموي، وهذا أمر ليس بالأمر السهل أو الهين، فالرئيس السيسي دائماً ما يطلب مساندة الشعب، كلما طلب تاشعب منه إصلاحاً، ورد الرئيس هو عين الصواب.
4- لابد أن يكرس الرئيس الديمقراطية، بيد أن المتعارف عليه بأن الرؤساء ذوي الخلفية العسكرية، لا يريدون الديمقراطية، بينما لدينا أمثلة لرؤساء عسكريون رسخوا قواعد الديمقراطية، مثل شارل ديجول، وأيزنهاور، وأعلى ولد فال، وسوار الذهب.
5- على الرئيس أن يرسخ فيما بعد إسبوع كامل لإجراء العملية الإنتخابية، حتى يتمكن الجميع من المشاركة السياسية، وهناك تجارب دولية في هذا الأمر، مثل الهند والتي يخصص فيها شهر كامل لإجراء الإنتخابات.
6- على اللجنة العليا المختصة بالإنتخابات فيما بعد، أن تنشر كل ما يتعلق بالإنتخابات وتطبعه في كتيبات، وتنشره عبر كافة وسائل النشر.
7- لابد أن يكون التصويت في الإستفتاءات والإنتخابات الرئاسية بموجب بطاقة الرقم القومي، في أي مكان، ففي مثل تلك الإنتخابات الرئاسية أو الإستفتاءات، تعد الدولة بكافة أركانها موطناً للناخب، بخلاف الإنتخابات البرلمانية.
8- على الرئيس أيضاً أن يرسخ مبدأ المراقبة على الإنتخابات، لأنه إن لم يكن لدينا ما نخشاه، فلا مانع من الرقابة على الإنتخابات، مادامت الإنتخابات حرة ونزيهة.
9- على الرئيس أن يحرر منظمات المجتمع المدني من كافة القيود، والمجتمع المدني يعني الجمعيات والإتحادات ... إلخ.
10- نتمنى أن يعمل الرئيس على إعادة الوحدة العربية الحقيقية، بعد أن تستقر الأوضاع في مصر.
أسئلة ومداخلات الإصلاحيون :
سؤال الأستاذة/ رشا العدوي :
هل نحن لا زلنا نسير في البحث عن السلطة الأبوية، ونختار الرئيس بناء على كاريزما وشعبية من دون برنامج، أم أننا سنسير في إتجاه الديمقراطية. أمر آخر : أليس من المفترض أن نقوم بإستيعاب المتعاطفين مع جماعة الإخوان بدلاً من إقصاءهم.
رد الدكتور/ سعد الدين إبراهيم :
دعينا نفتح هذا المقترح من خلال ملتقى الإصلاح، ومن عرض موسع فالإجابة على أسئلتك تحتاج إلى مناقشات لن يسع المجال في هذه الندوة لذكرها.
مداخلة الدكتور/ علي الكليدار :
بصفتي قومي من العراق، فأنا كنت ضد كل من : محمد مرسي وأحمد شفيق، فكلاهما ليس قومياً، بينما كنت متفقاً مع كلا المرشحين، حمدين صباحي وعبدالفتاح السيسي، فكلاهما مفيد بالنسبة لي، بينما حمدين صباحي له سلبية، وهي ميوله لدولة إيران ! وعلى الجانب الآخر يتمتع عبدالفتاح السيسي بإيجابية وهي كونه ضابط مخابرات سابق، ويعلم مخاطر إيران على مصر والمنطقة، وكوني قومياً فهذا جعلني قريباً من كافة الأوساط الناصرية، وما وجدته منهم جميعاً، أنهم إتفقوا على دعم السيسي، وعدم مساندة حمدين، وأنا الآن سأعيد كتاباتي من جديد، لتجديد الفكر القومي في المرحلة المقبلة.
رد الدكتور/ سعد الدين إبراهيم :
سيكون لي لقاء مع عدد من القوميين العرب قريباً إن شاء الله في بيروت، وسنبحث ملف القومية العربية، خاصة بعد أن حدثت ثورات عربية في بلدان أخرى مثل تونس واليمن وليبيا، وكما ذكرت آنفاً، فإننا نتمنى من الرئيس السيسي، أن يبدأ العمل من أجل وحدة عربية حقيقية، في المرحلة المقبلة.
سؤال الأستاذ/ محمد رمزي :
أريد أن أعرف موقفكم من الأحزاب السياسية منذ عام 2011م، وهل كانت مقصرة خلال الفترة الماضية.
رد الدكتور/ سعد الدين إبراهيم :
مسؤلية الأحزاب كبيرة جداً، وقد قام بعضها بعمل دور لا بأس به في المرحلة الماضية، مثل حزب المصريين الأحرار، بيد أنها بحاجة إلى مزيد من الجهد والعمل، حتى يكون لها تواجد حقيقي في الشارع السياسي.
التوصيات النهائية لندوة خارطة التنمية البشرية لمصر الإنتقالية
أولاً/ ضرورة تظافر الجهود بين الشعب والرئيس.
ثانياً/ تقديم التحية للمستشار عدلي منصور، على دوره التاريخي والوطني.
ثالثاً/ مطالبة الرئيس السيسي، بأن تكون القومية والوحدة العربية، هي الملف التالي بعد إستقرار الأوضاع في مصر.
رابعاً/ تقديم الدعم للمرأة والعمل الجاد على تحقيق المساواة بينها وبين الرجل، والإشادة بمواقفها الوطنية ومشاركتها السياسية، التي تنم عن وعي كامل بالحق والواجب.
خامساً/ مطالبة الرئيس السيسي بإعادة هيبة الدولة، وللحكومة قدرتها، وللمجتمع تماسكه.
وعلى الله قصد السبيل
المديــر العام
شادي طلعت